الحب كلمة من حرفين وتستمر للحياتين...
أشرف الحب حب الله, وحب العبد لربه وخالقه ورازقه ومولاه.
ومن كانت فيه هذه الصفة دامت واستمرت أبد الآباد......
وأعظم الحب الذي يدوم وله ارتباط أُخروى, وفي البرزخ هو: الحب في الله... وتأملوا أحبتي حتى لو لم تعملوا...
وفي صحيح مسلم (4/2032) حديث رقم2639: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله متى الساعة؟قال: ((وما أعددت للساعة))؟قال: حب الله ورسوله قال: ((فإنك مع من أحببت)).
قال أنس: "فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه و سلم فإنك مع من أحببت".
قال أنس: "فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم".
قال: (محمد فؤاد عبدالباقي-رحمه الله-) صائم الدهر ومحقق صحيح مسلم وأنا أقول ما قاله أنس رضي الله عنه: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم ]
قلت: وأنا أقول -وقلها ياأخي القارئ ويا أختي القارئة -فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.
والحمدلله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا....
=================
ومن الحب ما يكون باختلاف الأجناس والشعوب فمنهم من يحب بشكل جزئي ومنهم من يحب ما يطيل عمره حتى في الهوان كالكفار الذين قال الله تعالى عنهم: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) البقرة 96.
وتأملوا (على حياة : أي حياة حتى لو كانت حياة هوان وذلّة هم ومن شابههم في العمل...!
قال الشعراوي رحمه الله: في تفسيره (1 / 280):
إن اليهود لا يبالون أن يعيشوا في ذلة أو في مسكنة . . أو أي نوع من أنواع الحياة . . المهم أنهم يعيشون في أي حياة . . ولكن لماذا هم حريصون على الحياة أكثر من المشركين؟ لأن المشرك لا آخرة له فالدنيا هي كل همه وكل حياته . . لذلك يتمنى أن تطول حياته بأي ثمن وبأي شكل . . لأنه يعتقد أن بعد ذلك لا شيء . . ولا يعرف أن بعد ذلك العذاب . . واليهود أحرص من المشركين على حياتهم .
وقوله تعالى : { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } . . الود هو الحب . . أي أنهم يحبون أن يعيشوا ألف سنة أو أكثر . . ولكن هب أنه عاش ألف سنة أو حتى أكثر من ذلك . . أيزحزحه هذا عن العذاب؟ لا . . طول العمر لا يغير النهاية ....