قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، والنائب في المجلس التشريعي ، جميل المجدلاوي ، أن لقاءات أنقرة الأخيرة جاءت بدعوى من ' مبادرة إدارة الأزمات ' المتخصصة في شئون الحوار والوساطات السياسية وحل الأزمات الدولية ، وكانت أقرب الى التفاكر المشترك منها عن الحوارات ، بين القوى والفصائل الفلسطينية ، وكان الهدف إنضاج أفكار تتوافق وبنود المصالحة ، وأخذ المستجدات طويلة الأمد بعين الاعتبار ، وأن وثيقة الوفاق الوطني بما تضمنته ، من أسس برنامجية ، حددت أولا الطابع المرحلي ، وثانيا أهداف العمل الوطني ، وثالثا محرك آلي للعمل الوطني الفلسطيني ، لمواجهة قوى الخصم الوطني ، وتحديد أدوات الكفاح والنضال ، وإدارته الموحدة و الخاصة ، وأساسا منظمة التحرير الفلسطينية بعد تنفيذ ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني ، وإعداد المرجعية السياسية ضمن القواسم المشتركة ما امكن ذلك .
وقال المجدلاوي بإتصال مع (أمد) أن أجواء اللقاءات بين وفدي حركة فتح وحماس في حلقات النقاش كانت ايجابية ، ومشجعة ، واظهرت بوضوح حقيقة مرحلة الإنقسام ، والاعتراف أنها كانت مرحلة قاسية وصعبة بحياة شعبنا ، وهذا الانقسام لم يكن يستند الى مبررات سياسية ، ولا اجتماعية .
وعن مشاركة الفصائل الثماني بمنظمة التحرير بتشكيل الحكومة القادمة قال المجدلاوي ، أن القوى الوطنية والإسلامية والفصائل جميعها ، وبكل اجتماعاتها في غزة وغيرها والتي غابت عن بعض جلساتها حركة حماس ، ووفق دعوة الحوار الخمس في القاهرة ، ولجنتها التي بلورها حوار القاهرة في شهر شباط 2009 م ، على توافق أنها الاطار المناسب والاكثر نجاعة لتنفيذ آليات المصالحة ، التي من شأنها أن تحولها من ورقة تم التوقيع عليها بالقاهرة مؤخراً الى وحدة وطنية حقيقية ، يضع الجميع لبناتها ، وليس اعادة انتاج الثنائية او المحاصصة ، التي سببت الاقتسام ومن ثم الاقتتال فالانقسام .
وعن استئناف الجبهة الشعبية لاجتماعاتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، قال قيادي الجبهة أن هذا غير مرتبط بما يسمى باستحقاق سبتمبر ، إنما جاء استجابة لما ولدّه مناخ المصالحة ، وما نتج عنها من مناخات ايجابية ، يفرض على الجميع العمل من أجل حماية المصالحة ، وجاءت العودة في ظل المواقف الأمريكية والإسرائيلية ، التي أعلنت بشكل وقح موقفها السلبي وابتزازها للقيادة الفلسطينية والقوى الوطنية، بعد اتفاق المصالحة ، لتؤكد الجبهة أن شعبنا الفلسطيني بكل قواه في مواجهة التعنت الاسرائيلي المدعوم من قبل الادارة الامريكية .
وعن تفاؤله من تطبيق بنود المصالحة قال المجدلاوي لــ (أمد) التفاؤل مصدره نزول الناس إلى الساحات في 15 / 4 أذار ، ونزول الجماهير في 15 / 5أيار ، للشارع وهذا دلل على أن الجماهير تمسك بقضاياها بقوة ، وهذا ما أراهن عليه في تطبيق المصالحة أكثر من تفاؤلي بهذا الطرف أو ذاك .
وأكد المجدلاوي أن الجبهة الشعبية من ضمن الفصائل الثماني التي رفضت الطريقة التي تعاملت بها حركتي فتح وحماس ، مع تشكيل الحكومة ، وقال :' نرفض ترشيح أي من اعضاء هذه الحكومة ، وكان هناك طرق ووسائل أكثر جدية واحتراماً لكي تتعامل بها حركتي فتح وحماس ، ولن ندخل في بزار اسماء ، مسيء للشخصيات الوطنية ، وترشيحها وفق آليات تنقص من قدرهم ومكانتهم ، واتفاق المصالحة كان ضامناً لشراكة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ، في كل جوانبه ، ولكن الحركتين خرجتا عن النص ، وتعاملتا بطريقة أخلت بما تم الاتفاق عليه '.