[right][center]
- الكود:
-
ا
:: أيها المستقيم ..إياك وهذه
قد أمسّ جرحاً وأتسبب في ألم ، ولكن الشجاعة أن نقبل النّقد ونتعلم من أخطائنا.
وما هذا المنهج إلا منهج الرب جل وعلا حينما ربى أنبيائه ، من ذكرٍ للأخطاء وتبيينٍ للمثالب وزجرٍ للمتهاون.
فلقد ردّ الله على نبيه نوح عندما حكى قصته للعالمين : {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود/46]
ردا صريحاً بتوجيه عام لجميع المؤمنين دون مواربة. لأن الإسلام تربية وتقويم.
وما كل ذلك إلا لأنني أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه وتوكلت وإليه أنيب.
إن رسالتي هذه جاءت بعد تكرر كثير من المشاهد عليّ في دنيا الاستقامة ، فلقد كثر تمييع الدين وضاع الحق بين شبهات الجاهلين الذين يحاولون عرض الباطل مبهرجاً مزخرفاً وقد قال الله تعالى :{يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} الأنعام/112 ، وبين حق أهل الاستقامة الذين أساءوا عرض الحق كما ينبغي.
إن طبيعة الأجواء المعاصرة وغير الصحية من جهل بالدين وفتن مشتدّة ومعاصي ميسّرة قد سهّلت على أهل الفتن أن يصنعوا للناس إسلاماً متطوراً يوافق الأهواء ويرضي جميع الأذواق ، ولقد اغتّر بذلك فئامٌ من المستقيمين والمستقيمات فنشأت على ساحة الاستقامة أنواعاً من التدين ، ولقد حاول الكثير أن يصبغوا الدين بصبغة التدرج الباطل بحجة أن يحب الناس الدين ويلتزموا به. أي دين هذا ؟ أدينٌ ما تزعمون أم تين؟
لقد أزعجتنا نماذج بعض المستقيمين والمستقيمات الجوفاء .. تلك الاستقامة العرجاء وذلك التدين الأهوج ، نماذجٌ الإسلام منها براء ، إنها نماذجٌ كان غالب ما استطاعت فعله لجهلها أن تتظاهر بالإسلام ، فغيرت ثيابها و ظهرت بأشكال تتناسب مع شرع الله فقط ، واقعة في مزالق خطيرة . تشوّه الاستقامة وتنفّر منها.. ومن بينها/
1-ما نلحظ من عبثية وفوضى في حياة بعض المستقيمين لغياب أهدافهم .إذ أنه ينبغي عليك ايها المستقيم أن تحترم الوقت وتعرف النظام وترتب حياتك في ظل الأولويات الشرعية فلا مكان للمزاج الشخصي أو الهوى فأنت مستقيم.
2-التهاون في الأخطاء فنسمع من بعض المستقيمين والمستقيمات [ نحن أحسن من غيرنا] [ الله غفور رحيم]
[ لا يغرك خطأي فأنت لا تعلم ما في قلبي]ٍ.
إن هذه حجج الجهلة العامة من الناس الغافلين ، لا كلام مستقيم فاهم عالم عن ربه ، قد علم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:[إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه] حسنه الألباني في صحيح الجامع
3-الجهل بفقه الخلاف / فنرى من بعض المستقيمين والمستقيمات الحدة في الكلام وتصلب الآراء والانتصار للنفس والجدال العقيم والكلام بغرور.
عجباً أين نحن من قول الله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف/ 108]، فلم تكن دعوة أهل الحق إلا لله لا لأنفسهم ولا لرد اعتبارات سابقة ولا لتبرير أخطائهم.
ومن قوله :{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين }النحل/125
4-كثرة الفضول/ من السيء أن نجد من نفوس البعض من أهل الاستقامة أن تكون كالذباب لا تقع إلا على القذر تتمتع في تتبع الزلات والوقوع على النقائص ثم نشر ذلك بكل بساطة وسذاجة ، ما الحجة يا ترى؟! نريد الإصلاح؟ نريد الخير؟ عجباً ما كان هذا هو طريق الإصلاح ولا الخير تأملوا معي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته]. صححه الألباني.
أحبتي.. كم تحركت فطر أناس للولوج في دنيا الصلاح والاستقامة والرجوع إلى الله إلا أن الذي أخّرها خطوة للوراء بعض المشاهد المزعجة من فئة المستقيمين والمستقيمات . وما ذلك إلا لخفّة في الدين ورقة في العلم .
فبعض الناس الذين سلكوا طريق الاستقامة يريدون أن يظلّوا كما يحبون وكما يشتهون وفي الوقت نفسه يريدون الاستقامة والصلاح ، الواحد منهم غير مستعدّ للتضحية بأي شيء اعتاده في حياته ، في محاولة فاشلة أن يجمع بين أهواءه ورغباته وبين تنفيذ أمر الله تعالى.