نبذ في فضل الذكر

بسم الله الرحمن الرحيم.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فإن ذكر الله تعالى من أجل الطاعات وأفضل القربات فهو سبب موصل إلى
الجنات، وهو غراس الجنة، وبه تغفر الذنوب، وهو المنجي من عذاب الله، وهو الحافظ من كيد الشيطان ووسوسته، وهو الذي
يعدل عتق الرقاب والجهاد في سبيل الله وقيام الليل والصدقات، وقد ذكر ابن القيم أن للذكر أكثر من مائة فائدة، وأضع أمام ناظرك - أخي المسلم - طائفة من هذه الفضائل والفوائد لعلها تكوت حافزاً إلى الإكثار منه مطلقاً وفي الصباح والمساء وأدبار الصلوات وفي غيرها من المواضع المشروعة.

1- الذكر أفضل الأعمال وخيرها وأحبها إلى الله، فعن معاذ قال: قلت يارسول الله، أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله؟ قال: (( أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله )) أخرجه البزار وحسن سنده الهيثمي وصححه ابن حبان بلفظ: (( أي الأعمال أحب إلى الله ))؟ وقال عليه الصلاة والسلام: (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ )) قالوا: بلى يارسول الله، قال: (( ذكر الله ))، رواهالترمذي وقال ابن مفلح: إسناد جيد، وصححه الألباني، وقال عليه الصلاة والسلام: (( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ))، رواه مسلم. وفيه ــ أيضـاً ــ: (( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت )) وسئل النبي صلى الله عليه وسلم ، أي الكلام أفضل؟ فقال: (( مااصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده ))، رواه مسلم، وفي الحديث الذي رواه مسلم أيضاً: (( والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن مابين السموات والأرض )) وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ))، وفي الحديث الذي رواه مسلم: (( من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ماقال أو زاد عليه )).

2- أن ذكر الله من أسباب دخول الجنة، وهو غراسها، كما في الحديث الذي رواه البخاري: (( سيد الإستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا اله الا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت أعوذ بك من شر ماصنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغقر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )). وفي الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه : (( لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل فقال : يامحمد أقرىء أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )).

3- أن الذكر يحط الخطايا والسيئات ويحتها حتا، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : (( من قال: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة وحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ))، وفي الحديث المرفوع : (( إن سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها )).رواه أحمد وصحح ابن رجب إسناده.


4- أن ذكر الله سبب في حفظ العبد من كيد الشيطان ووساوسه وأذاه، كما في حديث أبي هريرة السابق في الفائدة الثالثة، وكما في حديث الحارث الأشعري عند الترمذي وفيه : (( وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى)).
قال الترمذي: حسن صحيح.

5- أنه يعدل عتق الرقاب، كما في حديث أبي هريرة المذكور آنفـاً في الفائدة الثالثة وكما في الحديث الآخر المتفق عليه : (( من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل )).

6- أنه يعدل الصدقات، ففي الحديث الذي رواه مسلم: (( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة )) ، بل تقدم في الحديث الثاني من هذه الأحاديث أن الذكر أفضل من إنفاق الذهب والفضة.

7- معية الله الخاصة للذاكر، وهي معية النصر والتوفيق والإعانة والحفظ ، كما في الحديث القدسي يقول الله عز وجـل : (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني )). متفق عليه.

8- أنه ينجي من عذاب الله، كما في الحديث : (( ماعمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله )) قال ابن حجر : أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني بإسناد حسن.

وختاماً وبعد أن اطلعت على نزر يسير من فضائل ذكر الله فماعليك إلا أن تلهج به كل وقت وآن وفي جميع الأحوال، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه )) رواه مسلم. وأكثر من الذكر المضاعف حيث يتعاظم الأجر ويتضاعف الثواب، فعن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ــ وهي في مسجدها ــ ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: مازلت على الحال الذي فارقتك عليها؟! قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد قلت بعدك أربع كلمات ــ ثلاث مرات ــ لو وزنت بما بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته )) رواه مسلم.

أسأل الله أن يجعلني وإياك من الذاكرين الله كثيراً وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


مع تحياتي لكم

(( من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ماقال أو زاد عليه )).

يسلمو البنت الدلوعة كلك ذوق في المواضيع المميزة

ِ""لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
له الملك وله الحمدوهو على كل شيء قدير ِ""

يسلمووووووو كتير على مروركم وحياكم الله